أخطاء عليك تجنبها بعد تخرجك من الجامعة
بعد التخرج من الكلية تأتي المرحلة الأهم في حياة كل شاب، تلك المرحلة التي طالما كنا نتعجل الوصول إليها منذ أن كنا صغاراً وحتى بدأنا في الالتحاق بالجامعة، حينما كنا نحلم باليوم الذي سوف نمسك فيه بورقة تقر بحصولنا على شهادة تخرج مصطحوبة بلقب طبيب أو مهندس أو أستاذ، وغيرها من الألقاب المنمقة التي غرستها في نفوسنا ثقافة المؤهلات والألقاب.
لكن لأننا لا نعلم أن الطريقة التي تسير بها الحياة مختلفة تماماً عن كل ترتيبات وأحلام الطفول�� والمراهقة، لنجد أنفسنا أمام عالم آخر، عالم غريب من نوعه بالنسبة لنا، فهو لا يكترث لما نحمله في حقائبنا من أوراق تفيد بتخرجنا من كليات قمة أو قاع، بقدر ما يهتم لما نمتلك من مهارات تخصصية ومعرفة حقيقية، تترجمها الشركات والمؤسسات إلى وظائف وفرص عمل.
في هذه المرحلة ربما تسود حياتنا فترة مؤلمة مصحوبة بالشعور بالإحباط وخيبة الأمل وضياع الأحلام، وربما أيضاً تكون هي بداية شيء جديد يضيف لحياتنا لمسة أكثر حيوية، ويصنع لنا أحلام جديدة بنكهة أكثر أملاً وإشراقاً.
10 أخطاء لا تقع فيها بعد تخرجك من الكلية
إذا كنت طالباً في المرحلة الجامعية أو قد تخرجت منها حديثاً، أو حتى لازلت في الدراسة الثانوية فمقال اليوم سوف ينير أمامك مصباح يرشدك إلى الكثير من الأمور الهامة التي سوف تجعلك تتفادى محطات الوقوع المتتالية.
هذه المحطات مررت بها أنا شخصياً لسنوات طويلة بعد تخرجي من الجامعة، ومرّ بها كذلك العديد من الأشخاص الذين لم تتسنى لهم فرص الحصول على المعرفة الكافية لتأهيلهم لفكرة مواجهة العالم الخارجي الغريب الذي ينتظرهم بعد التخرج.
دعونا نبدأ في سرد الأخطاء العشرة الأكثر شيوعاً التي ننصحك بتجنبها بعد تخرجك من المرحلة الجامعية:
1- تتوقف عن الدراسة
كنا جميعاً نظن أن انتهاء المرحلة الجامعية يعني نهاية الدراسة، حتى هلت علينا التطورات الكنولوجية الهائلة وتغيرات سوق العمل، لتخبرنا بالحقيقة “المرة” التي تتمثل في أن انتهاء مرحلة الدراسة الجامعية هي نفسها بداية مرحلة الدراسة الحياتية والمهنية والإنسانية.
ربما كان الوعي اليوم بضرورة ألا تتوقف عن الدراسة بعد التخرج من الكلية أفضل كثيراً مما كان عليه منذ عشر سنوات، لذلك يجب أن تتفهم أن مرحلة التخرج من الجامعة ليست بداية أو نهاية الحياة، لكنها إحدى المراحل الهامة التي سوف تمر بها لكي تبدأ في تحديد إتجاهات مستقبلك بشكل أفضل وأكثر وضوحاً.
في عالم يتجه كثيراً نحو تغيير طرق التعليم الروتينية المتعارف عليها… تأتي إليك فرصة ذهبية في أن تجعل التعليم الذاتي Self-Learning هو صديقك المبدع الذي سوف يساعدك في رحلة تنمية وتطوير مهاراتك العملية.
الرائع أنك لن تحتاج إلى تكرار الروتين الجامعي الذي طالما كرهناه جميعاً، عندما كنا نذهب إلى الجامعة صباحاً بعد أن نقضي ساعة أو ساعتين في زحام المواصلات، لكي نحضر إحدى المحاضرات المملة التي نكتشف فيما بعد أنها لم تضف إلينا أي معرفة حقيقية.
فقط كل ما تحتاجه اليوم لكي تبدأ رحلتك الدراسية الشيقة هو جهاز كمبيوتر أو لاب توب، أو حتى هاتفك المحمول المتصل بشبكة الإنترنت، لتبدأ في اختيار مساق دراسي مفضل لك سواء كان داخل تخصص دراستك الجامعية أو في تخصص مختلف، في أي وقت يتناسب مع جدول أعمالك ومهامك اليومية ومن أي مكان في العالم كما ترغب.
لذلك أنصحك بمتابعة أشهر مواقع التعلم الذاتي، والتي توفر لك عدد لا نهائي من مساقات التعليم عن بعد في مختلف التخصصات والمجالات.
أهم مواقع ��لتعلم الذاتي باللغة العربية:
هنا أيضاً في الرابحون لدينا عدد كبي�� من الموضوعات والدورات المجانية في العديد من التخصصات المتعلقة بتطوير المهارات المهنية والحياة العملية للشباب العربي.
يعتمد فريق عمل الرابحون على تقديم المعلومات في ثوب جديد شيق وبسيط للغاية، لذلك أنصحك بمتابعتنا بشكل مستمر، وكذلك الاشتراك في قائمتنا البريدية حتى يصلك كل جديد يساعدك في رحلة التعلم الذاتي الخاصة بك.
أهم مواقع التعلم الذاتي باللغة الإنجليزية:
2- تنتظر وظيفة داخل تخصص دراستك
أحد الأخطاء الكبرى التي يقع فيها خريجي الجامعات على مدار الأجيال؛ هي رفض العمل في وظيفة خارج نطاق التخصص الجامعي، وعدم قبول عروض عمل في تخصصات أخرى، ومن هنا تبدأ رحلة الشقاء المهني الذي للأسف يجعل رحلة انتظار وظيفة الأحلام طويلة ومملة جداً.
هنا تحرم نفسك من فرصة اكتشاف المزيد عن نفسك وعن مهاراتك وعن شغفك في الحياة، بالإضافة إلى استنزاف الوقت بدون الإنخراط في سوق العمل.
ربما لم يخبرك أحد؛ أن فرصة الحصول على وظيفة داخل تخصصك الجامعي أكبر وأفضل كثيراً عندما تقبل بوظيفة متواضعة تشق بها طريقك الأساسي في الحياة العملية، لتحصل على الخبرة في التعامل مع العملاء وتوفر لنفسك مصدر دخل أساسي يساعدك على بناء حياتك المهنية والشخصية بشكل أسرع.
بالتأكيد أنا لا أنصحك بالتخلي عن حلمك في الالتحاق بعمل في نفس مجال دراستك في الكلية، ولكن النصيحة التي أقدمها لك هنا هي: أن تفتح لنفسك الباب الأول لدخول سوق العمل بحسب عروض العمل المتوفرة أمامك، وبالتزامن مع ذلك تبدأ في الترتيب والبحث العميق عن وظيفة داخل تخصص دراستك.
3- تنتظر وظيفة بمرتب كبير
من ضمن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها أيضاً الكثير من الشباب بعد التخرج من الكلية؛ هي فكرة انتظار وظيفة بمرتب كبير، وفي نفس الوقت ببذل أقل مجهود ممكن في الحصول عليها.
هو نوع من الأحلام الوردية التي نحلم بها أثناء الدراسة في الجماعة، ونتوقع قدرتنا على تحقيقها سريعاً بعد التخرج مباشرة.
يجب أن تعلم أن سوق العمل اليوم مرتبط بما تمتلكه من مهارات ومعرفة، وهذا وحده هو الذي يحدد المبلغ الذي من الممكن أن تحصل عليه، وليس الشهادات التي تمتلكها وتفيد بأنك خريج كلية كذا أو كذا.
في هذه النقطة أنصحك سواء كنت تخرجت من الجامعة بالفعل أم لا أن تبدأ في تطوير مهاراتك بما يتناسب مع مجريات الحياة المهنية اليومية، وأيضاً بما يتناسب مع متطلبات تخصصك الوظيفي هذا إذا أردت العمل داخل نفس التخصص.
هناك مهارات أساسية بالتأكيد تعرفها وهي المهارات المتعلقة بتعلم اللغات، وبالتأكيد تأتي اللغة الإنجليزية كلغة أولى في سوق العمل حول العالم، وبإتقانك لها سوف تفتح لنفسك الكثير من الفرص في الحصول على عروض عمل ممتازة داخل وخارج دولتك، وأيضاً سوف تساعدك في احتراف أي مجال آخر.
4- تتوقف عن ممارسة أنشطة وهوايات الجامعة
عندما يبدأ أي خريج في الاحتكاك بالحياة العملية وما يتبع ذلك من مسئوليات متتالية؛ يبدأ سريعاً في إلغاء الأنشطة التي كان يقوم بها في فترة الجامعة… سواء كانت هوايات أو رحلات أو غيرها، ففي الجامعة كان هناك بعض الوقت لممارسة هذه الأنشطة، أم بعد التخرج بالأمور اختلفت كثيراً.
كما أن العديد من طلاب الجامعات ليس لديهم أي أنشطة أو هوايات يقومون بممارستها في المرحلة الجامعية، لكن في كل الأحوال يعد هذا خطئاً كبيراً لن تشعر بتأثيره السلبي عليك إلا بعد سنوات، لتكتشف أنك لا تمتلك أي هواية أو نشاط تحبه، وتقضي بعض من وقتك في ممارسته والاستمتاع به.
الهوايات هي متنفس الحياة الذي يساهم بشكل كبير في الحفاظ على حالتنا المزاجية والنفسية بشكل جيد، ويمدنا بالطاقة التي نحتاجها لأداء المهام الروتينية اليومية، فهي ليست مجرد رفاهية أو ضياع وقت كما يمكن أن يتصور البعض، بل هي علاج نفسي ووجداني ضد مشاق الحياة اليومية التي لا يمكننا تجاهلها أو الهروب منها.
هنا أنصحك “في أي وقت وفي أي مرحلة عمرية” بأن تبحث عن أي نشاط أو هواية تحبها، وتقوم بممارستها بشكل يومي، أو حتى على فترات قصيرة من وقت لآخر، وأن تجعل هوايتك المفضلة ضمن روتين حياتك حتي تستطيع التركيز عليها والاهتمام بها.
على سبيل المثال هوايات وأنشطة مثل:- الرسم والتلوين – الفنون التشكيلية – الموسيقى – قراءة أنواع مختلفة من الكتب – الرحلات الاستكشافية – السباحة – ركوب الخيل – الألعاب القتالية… كل هذه هوايات وأنشطة بالتأكيد سوف تجد من بينها شيئاً جديداً وممتعاً تضيفه لحياتك.
5- تتوقف عن بناء المزيد من العلاقات الاجتماعية
الحياة الجا��عية فرصة جيدة لكي تلتقي بالأصدقاء وتتعرف عليهم، وتخلق لنفسك مجتمع من الأصدقاء يجمعكم اهتمامات مشتركة، ولكن بعد التخرج يختلف الأمر كثيراً فبيئة العمل ليست البيئة المثالية التي يمكن لأي منا أن يجد فيها أصدقاء.
لذلك تجد أن أغلب الخريجين ليس لديهم علاقات كبيرة بعد التخرج والإنغماس في الحياة العملية، وشيئا فشئء تتلاشى حتى علاقات الجامعة ليجدوا أنفسهم وحيدين.
العلاقات الاجتماعية من صداقات وعلاقات عمل وعلاقات مع أشخاص لهم نفس الاهتمامات؛ ليست دافع محفز لك على النجاح وعلى أن تحيا حياة متوازنة بين العمل والاستمتاع بالحياة الشخصية فقط، بل هي وسيلة أيضاً ووسيلة ممتازة لكي تفتح لنفسك المزيد من فرص العمل الجيدة.
لذلك أنصحك هنا ألا تغفل عن البحث عن كل فرصة ممكنة تجعلك تبني علاقات جديدة بشكل مستمر، وألا تتقوقع داخل نفسك مبتعداً عن العالم.
مثل أن تشترك في أحد الأنشطة التطوعية، أو تنضم إلى أحد الكروسات الطويلة، أو أحد المجتمعات.
6- لا تبدأ في اكتشاف ومعرفة من أنت
على مدار أعوام طويلة كانت مهمتك في الحياة تنحصر في الاهتمام بالدراسة من خلال خوض الاختبارات واجتيازها، وكانت هذه مهمة واحدة ومحددة، فقد كان كل شيء يحيط بك يدفعك نحوها.
حتى تغير لقبك في الحياة من طالب إلي خريج، حيث وصلت إلى المرحلة التي ربما تجد فيها صعوبة في التعامل مع نفسك ومع الحياة، لأنك من الأصل لا تعرف الكثير عن نفسك.
ربما يتضح ذلك كثيراً عندما نقوم بالإجابة على السؤال التقليدي “عرف نفسك”، بكثير من التردد والحيرة، واختيار جمل وكلمات لا تعبر عنا، ولكن نختارها فقط لكي نجذب انتباه المحيطين بنا ونحظى على ثنائهم.
عندما لا تمتلك الكثير من المعلومات الواضحة عن نفسك؛ فهذا يعني أنك لا تعرف ما هي نقاط قوتك أو نقاط ضعفك، وأنت لا تعرف ما هي موهبتك أو هواياتك، وما هي الأشياء التي تجعلك سعيداً وراضياً، والعكس صحيح.
ربما هذا يفسر لماذا يقوم الكثير من حديثي التخرج بعمل career shift بعد فترة من التشتت في بيئة العمل دون الوصول إلى أي شيء، أملاً في خوض ت��ربة مهنية جديدة بعد اكتشافهم أن ميولهم الحقيقية تختلف تماماً عن ميولهم الدراسية.
في كل الأحوال سواء كنت سعيد حظ، وكان مجال دراستك هو نفسه المجال الذي تحب أن تعمل فيه بعد التخرج أم لا، فالسعي لاكتشاف نفسك هو طريقك لأن تحيا الحياة التي ترغب فيه بالشكل الذي تريده أنت، وليس الحياة التي خططت لها الأسرة أو المجتمع.
هناك الكثير من الخطوات التي أنصحك بالقيام بها من أجل أن تساعدك في اكتشاف ذاتك عن قرب مثل: حضور الدروات المتخصصة في اكتشاف الشغف – مراقبة تصرفاتك وطريقة تفكيرك.
أيضاً أن تقوم بتجربة أشياء جديدة لا تعرف عنها أي شيء مسبقاً، فالتجارب الجديدة طريقة جيدة لتتعرف على نفسك عن قرب، وتكتشف المزيد من قدراتك التي لم تكن تتوقعها أبداً.
التجارب الجديدة قد تكون تجربة مجال عمل جديد، وقد تكون السفر، وقد تكون الانضمام إلى دورة ترفيهية، أو تعلم مهارة ليس لها علاقة بمجال عملك، والكثير من الأشياء الأخرى التي يجب أن تبحث عنها بنفسك.
7- التنقل كثيراً بين الوظائف المختلفة
إذا سألت أحد الخريجين في عمر الـ 27 أو الـ 28 مثلاً عن عدد الوظائف التي عمل بها منذ التخرج… ستجد أن عدداً كبيراً من الخريجين وكنت أنا منهم يعمل في كل وظيفة ما بين 6 أشهر إلى عام على أقصى تقدير، ثم ينتقل بعد ذلك إلى وظيفة أخرى، لكنه للأسف ينتقل ومحصلة الخبرة التي اكتسبها من وظيفته تكاد أن تكون منعدمة.
ولعلك تعلم أن عدم المعرفة الكافية بنفسك والسعي نحو اكتشاف الذات هو أحد أسباب وقوعك في هذا الخطأ، وأيضاً لأن متطلبات سوق العمل اليوم أصبحت ممتلئة بالكثير من التعقيدات والتفاصيل التي تجعلنا نصاب بالإحباط سريعاً.
وقتها نبدأ في رحلة البحث عن وظيفة من جديد… سواء من أجل الحصول على راتب أكبر أو من أجل الحصول على وضع وظيفي أفضل.
هنا أنصحك بألا تتعجل فكرة الجري وراء أي عرض وظيفي جديد، إلا بعد أن تتأكد من أنك مستعد تماماً لكي تبدأ هذه التحربة، وأنك قد حصلت على فترة عمل جيدة يمكنها أن تضيف للسيرة الذاتية الخاصة بك المزيد من الخبرة.
8- الاستسلام للقب الشهادة الجامعية
أحد أكثر الأخطاء التي نقع فيها بعد التخرج من الجامعة هي فكرة الاستسلام للقب الذي حصلنا عليه من الشهادة الجامعية، فإذا كان اللقب الذي حصلت عليه هو طبيب أو مهندس أو مدرس أو محاسب أو غير ذلك، فإن أحلامك وطموحاتك ومسار حياتك المهني لا يجب ألا ينحصر داخل هذا اللقب.
الأزمة التي يواجهها حديث التخرج هنا؛ هي أنه يجد نفسه مجبراً على العمل في تخصص لا يمت لميوله أو شغفه بشيء، ليجد نفسه في مفترق طرق فالاختيارات محدودة وصعبة للغاية.
فبالتأكيد أن الأمر ليس بالسهل أن تقوم بتغيير تخصصك بعد كل هذه السنوات من الدراسة مخلفاً حولك أحلام وأمال وتعب ومجهود سنوات طويلة، وليس بالسهل أيضاً أن تظل تعمل في تخصص لا تهواه لينتهي بك العمر بائساً ومحطماً.
لذلك أنصحك إذا شعرت بالرغبة في تغيير تخصصك الدراسي وترك مهنتك بعد التخرج، بأن تُمهل نفسك بعض الوقت في التفكير، وأن تبتعد عن كل عوامل الضغط النفسي المحيطة بك.
من ناحية أخرى ابحث عن مجالات العمل التي تجمع بين مجال دراستك، وبين المجال الذي تحب العمل فيه، بحيث يمكنك أن تجد أساليب عمل تجمع بين الاثنين.
على سبيل المثال: إذا كنت خريج كلية صيدلة لكنك ترغب في العمل في مجال كتابة المحتوى، فلما لا تفكر في مجال مثل الكتابة الطبية، بحيث تقوم بتقديم المحتوى الطبي بشكل إبداعي مختلف مستغلاً بذلك خبرتك الجامعية والدراسية.
بتطبيق نفس الطريقة السابقة على التخصص الدراسي الخاص بك، فعلى الأغلب أنك سوف تجد تخصصاً واحداً على الأقل يمكنه أن يصبح نقطة وصل بين تخصصك الدراسي وبين شغفك، بحيث تستطيع أن تستثمر جزء أو كل من دراستك الجامعية في العمل في المجال الذي تحب.
9- عدم الالتزام بقوانين بيئة العمل والتكيف معها
احترام قوانين بيئة العمل داخل المؤسسة التي تعمل بها والتكيف معها… من أكثر الأمور التي سوف تعطي عنك انطباعاً جيداً في العمل، وهي أيضاً من أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع فيها حديثي التخرج عند بدء وظيفة جديدة.
الفكرة هنا تحمل الكثير من التفاصيل بداخلها…مثلاً: احترام بيئة وقوانين العمل من التزام بمواعيد العمل، وأداء مهام العمل في أوقاتها وعدم تأجيلها، وكذلك احترام المدراء والخبراء والتعلم منهم، وكسب ثقتهم بما يتناسب مع أخلاقيات العمل.
بالتأكيد هناك الكثير من القواعد الصارمة والروتينية داخل كل الشركات، التي تجعلك كحديث تخرج تشعر بالملل والتأفف كثيراً منها، خاصةً أنك في هذه المرحلة تتميز بالكثير من الحماس والرغبة في تغيير أوضاع العمل القديمة.
أنصحك هنا أن تنظر إلى الأمر بشكل أكثر عقلانية ومنطقية، من ناحية أنك شخص في بداية حياته العملية ولازال يفتقد إلى الخبرة والحنكة، وبالتأكيد تحتاج إلى فهم خبايا وأسرار وظيفتك، وتحمل بعض العراقيل التي ربما تشعر أنها تقف حائلاً بينك وبين الاستمرار في العمل، وبذلك سوف تتلاشى هذه النقطة تدريجياً ليحل محلها التزام بقوانين عملك، والرغبة في التعلم والتطوير المستمر.
بالطبع هناك بعض الحالات التي ربما تجعل الاستمرار في العمل أشبه بالمستحيل، من ضمنها:
العمل ضمن بيئة عمل معقدة شديدة الروتينية، أو عدم قدرتك على التكيف مع فريق العمل، أو ربما شعورك بأن وظيفتك لا تضيف لك أي قيمة حقيقية سواء كانت مادية أو معنوية.
كما يأتي التعسف الإداري الذي يتسم به بعض المدراء في طريقة إدارتهم للعمل من أكثر الأسباب التي ربما تجعلك تفكر في التخلي عن وظيفتك سريعاً.
لاشك أن كل هذه الأسباب سوف تؤثر بشكل سلبي على حالتك النفسية والمزاجية، وسوف تُفقدك القدرة على التركيز في أداء عملك، وهنا لا أستطيع أن أنصحك إلا بالتخلي الفوري عن هذا النوع من الأعمال.
10- لا تفعل كل شيء من أجل الحصول على وظيفة
عندما تتخرج من الجامعة وتتقدم للعديد من الوظائف لكن لا يحالفك الحظ في القبول في أي منها، فإنك تتعجب كثيراً من أسباب عدم حصولك على وظيفة على الرغم من أنك قد تخرجت وتقدمت للوظائف بالفعل.
دعني أخبرك أن ��لإجابة بسيطة للغاية.. أنت لم تفعل كل ما يجب عليك فعله من أجل أن يتم قبولك في إحدى هذه الوظائف.
التخرج من الجماعة والتقدم إلى الوظائف يحتاجان إلى الكثير من العناصر الداعمة والمقوية لهم، لكي تعزز من فرص الحصول على الوظيفة وبداية مشوار حياتك المهنية.
دعني أطلعك على بعض من هذه العناصر التي تحتاج منك إلى بعض الوقت في المذاكرة والتحضير ثم التنفيذ، وأعدك بأن النتيجة التي سوف تجدها بعد ذلك سوف تكون رائعة للغاية.
أولاً: تحتاج إلى بناء سيرة ذاتية إبداعية تعبر عنك أنت، وليست مجرد سيرة ذاتية تحتوي على بعض البيانات والتواريخ.
أنت تحتاج إلى كتابة سيرة ذاتية تجذب انتباه موظفي الموارد البشرية إلى اختيارك بطريقة عرض مميزة ومختلفة لخبراتك ومهاراتك.
ولكن هنا تأتي المعضلة في كيفية الحصول على الخبرات والمهارات اللازمة لكي تحصل على أول وظيفة، بينما أنت لازلت صفر خبرة، وهذا ما سأضع لك حله في النقطة التالية.
ثانياً: هناك الكثير من الخطط التي يمكنك تنفيذها من أجل الحصول على الخبرة مثل:
1- الاشتراك أثناء الدراسة الجامعية أو بعد التخرج في أحد الأنشطة التطوعية داخل “مجال تخصصك الدراسي”.
تُعد هذه الطريقة وسيلة جيدة للغاية لكي تحصل على الكثير من الخبرة داخل تخصصك حتى تتقدم إلى الوظائف المختلفة، بل ستجد أنها تمنحك الكثير من الدعم في أولوية القبول في الوظائف.
2- أن تبدأ الحصول على خبرة بنفسك ولا تنتظر الوظيفة.
من خلال أن تقوم بعمل بعض نماذج الأعمال الخاصة بك، وإضافتها داخل السيرة الذاتية أو البورتفوليو الخاص بك.
على سبيل المثال:- أنت محاسب وتبحث عن وظيفة في مجال المحاسبة لكنك لا تمتلك أي خبرة… إذاً ماذا يمكنك أن تفعل لكي تكتسب الخبرة قبل التقدم للوظائف؟
حسناً هناك الكثير لتفعله… فمثلاً يمكنك القيام بـ:
- التواصل مع بعض الشركات، وتعرض عليهم القيام بعمل بعض أعمال المحاسبة لهم بشكل مجاني تماماً مقابل الحصول على شهادة خبرة.
- تطبيق الجوانب النظرية التي درستها عن طريق عمل بعض نماذج الأعمال الخاصة بك باستخدام بعض البرامج المحاسبية.
- جمع المزيد من المعلومات عن البرامج المحاسبية المتطورة الذكية التي يمكن للشركات استخدامها ووضعها في شكل مقالات إبداعية، ثم القيام بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك.
- إنشاء صفحة فيسبوك تعرض من خلالها بعض المعلومات القيمة للشركات في مجال المحاسبة.
- عرض أعمالك داخل تخصصك على الشركات بنظام العمل الحر، وهي طريقة جيدة للغاية تستطيع أن تبداً بها قبل التخرج أو بعده لكي تحصل على الخبرة والمال معاً.
كما رأيت كل الأفكار السابقة هي أفكار عملية وواقعية ومجانية أيضاً… يمكنك أن تستثمر فيها بعض الوقت والجهد لكي تحصل على خبرة رائعة، لتجعل عروض العمل هي التي تتهافت عليك.
ثالثاً: لينكد إن اللؤلؤة المهجورة التي يجهلها الكثير من شباب الخرجين.
شبكة LinkedIn تمثل فرصة ذهبية لكي تقوم ببناء شبكة علاقات مهنية تساعدك في تطوير نفسك، والحصول على عروض عمل جيدة.
خاتمة
لكل مرحلة في حياتنا نكهة خاصة ودروس وقيم مستخلصة نحصل عليها من خلالها، فالتخرج من الجامعة مرحلة انتقالية لبداية شيء جديد، وفي المراحل الانتقالية دائماً ما تسقط منا الكثير من الأشياء رغماً عنا.
لا تقف عند كل تلك الفرص التي لم تستطع أن تستثمرها في الماضي، وامنح نفسك الفرصة لتسامح نفسك على الأخطاء التي فعلتها لقلة الخبرة والحكمة، فطالما لازلت على قيد الحياة ط��لما كان هناك فرصة جديدة تنتظرك لتفتح لها باب دخول حياتك.
المهم أن تبدأ دائماً وتتخذ طريقاً وموقفاً ووجهة تعبر عنك أنت بكل جوانبك الإيجابية والسلبية، فربما تصنع قصة نجاح يوماً تفخر بها وتشاركها مع الجميع، شاكراً كل تلك المحطات التي وقعت بها يوماً ما، والتي لولاها ما تعلمت وما نضجت وما وصلت لشيء.