أطلق الباحثون العديد من التسميات على المهارات العلمية، فمنهم من أسماها بالمهارات المعرفية، وأخرون أسموها المهارات العقلية، ومنهم من أسماها المهارات العلميَّة،
وقد فضّل العديد من العلماء أن يطلقوا عليها المهارات العلمية الحياتية؛ إذ إنّ هذا التعريف يجمع ما بين أمرين وهما الأداء العقلي والحرَكي .
تندرج تحت المهارات الحياتية العلمية العديد من التفرعات مثل مهارات حلِّ المشكلات، ومهارة التفكير الناقد والتفكير الإبداعي، ومهارات إدارة الوقت، واستنباط المعلومات واتِّخاذ القرارات، والاستغلال الأمثل لأوقات الفراغ ومهارة التحكم بالذات، والقدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة، والتي سنأتي بتفاصيلها في فقراتنا الإذاعية التالية .
آيات قرآنية عن تنمية المهارات
خير ما نبدأ به آيات من الذكر الحكيم، لما لها من دور في تعزيز وتنمية المهارات العلمية والحث على التفكير واستخدام العقل فهي عبادة يستحق عليها المسلمون الأجر والثواب، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191]، ويقول – تعالى -: ﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 176].
لم تنفرد آيات القرآن الكريم وحدها بالحث على التفكير وإنما جائت الأحاديث النبوية الشريفة لتدل على أنّ التفكير فريضة هامة في حياة الإنسان، فقد روي أنَّ بلالاً – رضي الله عنه – قال: يا رسول الله، ما يُبكيك وقد غفَر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟! فقال: ((وَيْحَك يا بلال، وما يَمنعني أن أبكي وقد أنزَل الله – تعالى – عليّ في هذه الليلة: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]؟))، ثم قال: ((ويلٌ لِمَن قرَأَها ولَم يتفكَّر فيها))، فقيل للأوزاعي: ما غاية التفكير فيهنَّ؟ قال: يقرؤهنَّ ويَعْقِلهنَّ.
ونستنتج من ذلك كله أنّ تنمية المهارات الحياتية العلمية تحتاج إلى إعمال العقل والتفكير السليم.[1]
مقتطفات شعرية تربوية
والآن مع مقتطفات من قصائد للأديب صهيب محمد خير نبدأُها بقصيدة (العينان):
بالعَينَينْ
أتَجَوَّلُ في هذا الكَونْ:
هذا قَمَرٌ،
تِلكَ نُجومْ
وهُنا أُبصِرُ سِتَّ غُيومْ…
وفي (درس الصحة) قال:
الصِّحَّةُ تاجْ
تاجٌ وَهَّاجْ
كُلُّ الأَطْفالِ لَهُ تَحْتاجْ.
وقال في (ترتيب الوقت):
سَأُرَتِّبُ وَقْتي في العُطْلَهْ
كَي أُنْجِزَ أَعْمالاً سَهْلَهْ:
أَتَمَشَّى مَعَ جَدِّي فَجْرَا
وَمَعَ الحاسِبِ أَبْقَى ظُهْرَا
وَأَزُورُ صَديقاتِي عَصْرَا.
وقال في ما يختص في مهاراتِ التفكير وحلِّ المشكلات واتخاذ القدوة الحسنة:
سَيأتيْ الحَلّْ..
إذا واجَهْتُ مُشكِلةً مَعَ الطُّلاَّبِ في الصَّفِّ
فأُستاذِيْ يُوَجِّهُنيْ وَيَمْحُوْ الخَوفَ بالعَطفِ.
في مواكبة التقدم التكنولوجي قال:
يا صاحِبِي،
في عالَمِ الحاسُوبِ تَنْمُو قُدْرَتِي وَمَواهِبِي..
أَسْتَخدِمُ الحاسُوبَ، لا أَلْهُو بهِ عن واجِبِي
فَأَنا صَدِيقُ الحاسِبِ.
اما بما يخص الابتسامة والحب والاحترام فقد قال:
بابتِسَامَهْ
أَبْدَأُ اليومَ الجدِيدَا
بابتِسَامَهْ
أَلْتَقِي الأَصحابَ في مَدْرَسَتِي
ثُمَّ أَقضِي مَعَهُمْ يَوماً دِراسيًّا سَعِيْدَا.
كلمة عن المهارات الحياتية
وفقًا لما جاء في موقع منظمة اليونيسيف فإنه ليس هناك قائمة محددة للمهارات الحياتية، ولكن تم وَضع قائمة تشتمل على عدد من المهارات النفسية والاجتماعية ومهارات العلاقات بين الأشخاص، ويأمل المربون والمدربين تنمية كافة المهارات لدى الأفراد عن طريق إقامة الحلقات وتنظيم الدروس وعمل ورشات تدريبية لشحذ الهمم وتنمية المهارات التي من شأنها خلق جيل واعٍ قادر ��لى التحكم بآ��ائه وأفكاره وبذل الجهود التي من شأنها تطوير حياته لما فيه مصلحته ومصلحة المحيطين به .
أنواع المهارات الحياتية
وفيما يلي مجموعة من المهارات الحياتية وطرق تنميتها:
مهارات حل المشكلات
ويقصد بها مقدرة الفرد على إيجاد حلول فعّالة للعديد من المشكلات التي قد تواجهه في حياته سواء أكان من ناحية الأسرة أو المدرسة مع استدراك الوقت قبل أن تتفاقم تلك المشاكل وبالتالي تؤدي إلى خسائر فادحة، وفيما يلي خطوات عملية لحل المشكلات:
بدايةً تحديد المشكلة ثم التفكير في حلول بديلة، وتجربة ما هو مناسب لحل تلك المشكلات، ومن ثم تطبيقها عمليًا، وأخيرًا اختبار مدى التجاوب مع الحلول المقترحة. [4]
مهارة التفكير الناقد والابداعي
يمكن تعريف التفكير الناقد بأنه حل المشكلات أو تقييم الأشياء وفقًا لمعايير سابقة، وتشتمل مهارات التفكير الناقد على القدرة على تمييز الحقائق والتأكد من مدى موثوقيتها، والقدرة أيضًا على التفريق بين المعلومات والادعاءات والأسباب المرتبطة بالموضوع ارتباطًا مباشرًا، بالإضافة إلى القدرة على التحقق من مصداقية المصدر، والتحقق من دقة الخبر أو الرواية، واستكشاف حقيقة الادعاءات أو البراهين والحجج المبهمة ومعرفة الافتراضات الخفية، والتحري عن عمليات التحيز، ومعرفة المغالطات المنطقية والمتناقضات ومعرفة مدى قوة البراهين والادعاءات.
التفكير الابداعي
ويعَرف التفكير الإبداعي على أنه نشاط عقلي يعمل وفقًا لرغبة نفاذة في إيجاد الحلول أو نتائج أصلية لم تظهر سابقًا، ومن مهارات التفكير الإبداعي:
الطلاقة
أي إظهار الكثير من البدائل أو الأفكار بسرعة وسهولة ومنها الطلاقة اللفظية وطلاقة المعاني أو الأفكار.
المرونة
إيجاد أفكار غير متوقعة بالإضافة إلى قدرة الشخص على التكيف وفقًا للموقف.
الأصالة
وتعني التفرد بإيجاد أفكار جديدة وإنتاج غير مألوف.
الإفاضة والتوسع
توليد تفاصيل متنوعة وفريدة لحل مشكلة ما.
الحساسية للمشكلات
تعتبر واحدة من مهارات التفكير الابداعي والتي تعني؛ أن الفرد واعٍ لوجود المشكلات أو الحاجات لذلك نجد العديد من الأفراد الذين يمتلكون سرعةً أكثر من سواهم في ملاحظة المشكلات.
إدارة الوقت واستغلال أوقات الفراغ
إن إدارة استثمار الوقت تتطلب مهارة عالية ودقة فليس من المنطقي ترك الأعمال دون تنظيم وترتيب، أو إضاعة الكثير من الوقت على أمور فارغة لا فائدة لها، وكثيرٌ من الناس أتوا للحياة وهم قادرين على ضبط أمورهم وتنظيم أوقاتهم دون الحاجة إلى مساعدة لكن لا بأس لمن لا يستطيعون إدارة أوقاتهم الاستعانة بالمرشدين والمدربين أو قراءة الكتب التي تثري معلوماتهم .
خات��ة إذاعية عن تنمية المهارات الحياتية
يمكن الأخذ بهذه الطرق التي من شأنها تحسين مهارات إدارة الوقت لدى الكثيرين:
تفويض المهام؛ فليس من الضروري أن يقوم الشخص بكافة مهامه لوحده وإنما يمكنه إعطاء مهمة أو مهمتين لشخص ما يقوم بها بالنيابة عنه.
تحديد أولويات العمل؛ إذ إنه من الجيد أن يختار الإنسان الأعمال الأكثر أهمية ليقوم بها أولا.
جدولة المهام وتجنب الممطالة؛ ويعني ذلك القيام بعمل برنامج خاص يحدد فيه الأوقات والأعمال.
الابتعاد عن المماطلة وتأجيل الأعمال؛ وذلك بوضع مواعيد نهائية مع تجنب الضغط، إذ إنه من الممكن توقيت مدة محددة لإنهاء المهمة وأن تكون المدة كافية ومناسبة وعدم جمع الأعمال كلها معًا وذلك تجنبًا لحدوث الضغوطات وبالتالي التقصير بالعمل.
البدء باكرًا وأخذ أوقات راحة؛ ينبغي الاستيقاظ باكرًا والبدء بذهن صافٍ وبنشاط عالي وأخذ قسط من الراحة عند الشعور بالتعب.
تعلُّم أن تقول لا؛ فليس كل أمر يتوجب على الإنسان قبوله وإنما يستطيع الانسان الابتعاد عن كل ما يرهقه ولا يستطيع القيام به من أعمال.
وأخيرًا تتعدد المهارات كل حسب اختصاصه واحتياجاته كمهارة اتخاذ القرارات والقدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة وغيرها الكثير.