أهم النصائح لمرحلة بعد التخرج من الجامعة
ادةً ما يشعر الطالب حديث التخرج بأنه تائه ومشتت في بداية رحلته ويحتاج مجموعة من النصائح، وذلك بسبب اختلاف حياة ما بعد التخرج عن الحياة الجامعية في كثير من الأمور، وبداية الاستقلال التدريجي عن أهله ومن حوله واتخاذ الكثير من القرارات المصيرية، ويبدو هذا الأمر طبيعياً في البداية لكل حديثي التخرج.
الانتقال من مرحلة لأخرى في هذا التوقيت من عمرك يجعلك تشعر بالقلق والتوتر بعض الشيء حول ما يخبئه لك المستقبل؛ لذا فلا تبالغ في قلقك وتجعله يعرقل رحلتك أو يجعلك عاجز عن السير للأمام، وفي الوقت نفسه لا تبقى مكانك حيث أنت، ابدأ بالسعي واتخاذ القرارات الهامة واعمل على توسيع مداركك وتنمية مهاراتك وتكوين خبرات جديدة تساعدك في مستقبلك .
لا تستمع لمن حولك ممن يقولوا إن التخرج هو نهاية المطاف لكل شيء ممتع في الحياة، أو أن التخرج هو آخر أوقات الراحة ومن بعده ستعاني وتتعثر في حياتك، ابتعد عن الكلام السلبي حولك قدر المستطاع، وتذكر دائماً أنه يمكنك صنع مستقبلك بنفسك وأن لكل شخص ظروف ومواقف تختلف عن غيره، فلا تجعل غيرك مِرآة لحياتك، وامنح لنفسك الفرصة بالتجربة واستكشاف نفسك ومهاراتك وشخصيتك، وإليك في هذا المقال بعض النصائح التي يمكنها أن تساعدك بعد التخرج:
ابحث عن عمل فوراً
قد يبدو العنوان بديهياً لكنه ليس كذلك، فالمقصود هنا ألا تسوف وتؤجل فكرة البحث عن فرصة عمل إذا كنت تشعر أنك غير مناسب أو غير مؤهلٍ لسوق العمل، فالكثير من الشباب وحديثو التخرج يشعرون بالقلق تجاه مرحلة العمل ويخشون ألا يكونوا على دراية كافية بسوق العمل، ودائماً ما يرون أنفسهم غير مؤهلين بالقدر الكافي، لكن حتى وإن كنت غير مؤهل على الإطلاق؛ حاول أن تبحث عن فرصة عملٍ مؤقتة تساعدك في بداية الاستقلال المادي، وتنمي من مهاراتك، وتغذي خبراتك، كي تجعلك مؤهلاً للمزيد مما سوف تقابله بعد ذلك.
وتذكر أنه ما دام هناك هدف أمام عينيك فلا تستمر في هذه الوظيفة المؤقتة وتتناسى أهدافك، بل اجعلها رحلةً مؤقتة لوصولك لهدفك المنشود بعد ذلك، فالعمل المؤقت يمكنه أن يفتّح عينيك ويوسّع أفقك على مطالب سوق العمل، وعلى كيفية التعامل مع الأشخاص في إطار بيئة العمل، وكذلك سيساعدك في التّعرف أكثر على شخصيتك واستكشاف مميزاتك وعيوبك، مما سيساهم بشكلٍ كبير في بناء شخصيتك الاستقلالية لمستقبلٍ أفضل بعد ذلك.
وإذا كان بعضكم يردد أنّ البحث عن العمل شيءٌ صعب، وليس بهذه السهولة التي أنصح بها، فغالباً أنت لم تبحث بما فيه الكفاية. صحيح أنّ البحث عن عملٍ دون خبراتٍ سابقة لديك، أو مهاراتٍ كافية أمرٌ صعبٌ جداً، لكنّه ليس بالمستحيل على الإطلاق، فهناك بعض الوظائف التي لا تتطلب أي خبرة، قد تكون مناسبة لحديثي التخرج، ومصدراً لجلب الرزق لهم في بداية حياتهم؛ على سبيل المثال وظائف خدمة العملاء والسكرتارية، أو بيع وتسويق المنتجات، فكلّ هذه وظائف وغيرها لا تشترط أحياناً وجود خبرة، وفي نفس الوقت ستعطيك فرصة للتعامل مع العملاء، ومن ثَم التعامل مع مختلف أنماط البشر، مما سيساعدك على اكتشاف شخصيتك وتطوير مهاراتك الاجتماعية بشكلٍ ملحوظ.
استثمر في خبراتك العلمية
سينصحك الناس من حولك بالاستقلال المادي، والبدء في تكوين ثروةٍ مالية تؤمن لك حياةً مرفّهة فيما بعد، لكن لن ينصحك الكثير بأن تستثمر في ذاتك سواء علمياً أو اجتماعياً، فاستثمارك في نفسك هو الضمان لاستمرار كَسبك ورِبحك المادي، فتطويرك لذاتك وتنمية مهاراتك، وتعلّم كل ما هو جديد في مجالك، سيجعلك متطوّراً دائماً ومطلوباً في سوق العمل، فمتطلبات السوق تتغير بسرعة نظراً للتوسعات والانفتاح الذي يشهده العالم الآن، وبالتالي فالمطلوب منك أن تكون متابعاً لكل ما هو جديد في مجالك أولاً بأول.
يمكنك البدء بعمل حساب على موقع “Linkedin” ومتابعة كل جديد، كذلك لا تتكاسل في أخذ الدورات التدريبية التي ستساعدك في بداية مشوارك وتغذي مهاراتك، وإن كنت غير مؤهلٍ مادياً لحجز الدورات الآن يمكنك أن تلتحق بها عبر الإنترنت من خلال أكبر المواقع التي تتيحها بشكلٍ مجاني، فالأمر أصبح أكثر سهولةً من السابق ويمكنك تعلم ما تشاء وقت ما تريد وبدون تكلفة.
كما عليك أن تقرأ في مجالك أو تقرأ باللغة التي درستها لتطوّر مهاراتك وتتعرف أكثر على العالم من حولك، اقرأ الكتب التي ستساعدك على تنمية مهاراتك مع المجتمع والتي ستعطيك نصائح التخرج من أشخاصٍ ذوي خبرة تبدأ بها حياتك؛ ومن أهم الكتب التي أرشحها لك بقوة كتاب “الأب الغني والأب الفقير”، فهذا الكتاب مهمٌ لك في بداية حياتك، وسيساعدك في فهم أمورٍ أكثر عن الاستقلال المادي وكذلك الاستعداد لما ستراه في حياتك لاحقاً.
ليكن لمهاراتك الإنسانية من اهتمامك نصيباً
كما ذكرنا تنمية مهاراتك العلمية، فيجب أن نؤكد أيضاً على تطوير مهاراتك الاجتماعية والإنسانية مع الناس من حولك؛ احرص دائماً على تكوين علاقاتٍ اجتماعية جيدة تُحفّزك أن تكون أفضل، وتدفعك للأمام، وتساعدك في مجالك المهني.
كذلك احرص على إشباع روحك بأشياء تُجدّد من شغفك وطاقتك أولاً بأول، واعمل على تغذية بصرك بكل ما هو جميلٌ من حولك، وتذكّر دائماً أنك طالما تمتلك الطاقة والطموح فمهما تقدّم بك العمر ستكون قادراً على فعل أيّ شيءٍ تريد؛ لذا اهتم دائماً بتجديد طاقتك والمحافظة على سلامك النفسي.
من الأشياء التي تساعدك على التمتع بالروج الإيجابية، هي محاوطتك بأشخاصٍ ناجحين ومُحفّزين قدر الإمكان، أو خلقك لتلك البيئة المحفّزة بنفسك حتى إن لم تكن موجودة، فيمكنك جعل كل ما حولك مُبهجاً، يمكنك تحميل كتب علم النفس التي تشجعك على التطوير من ذاتك، أو مشاهدة فيديوهات لأشخاصٍ ناجحين وقراءة قصصٍ ملهمة أولاً بأول، أو السفر وزيارة الأماكن الثقافية والتاريخية التي تتيح لك الفرصة لتجديد حالتك النفسية وجعلها أفضل.
لا تقارن نفسك بغيرك
واحدة من أهم نصائح التخرج على الإطلاق ألّا تقارن نفسك بغيرك في أي شيء، بعد التخرج ستكتشف أن الحياة المستقلة قد بدأت بالفعل، وسترى من حولك قد بدأوا بالفعل في خوض تجاربهم الحياتية سواء عملاً أو مشروعاً أو سفر وهجرة أو زواجاً وتكوين أسرة، في ذلك الوقت قد تبدأ بمقارنة نفسك بمن حولك وتشعر بأنك متأخر في طريقك وأن أحدهم سبقك إليه. هذا ليس صحيحاً بالمرة، أنت لست متأخراً وربما لست متقدماً أيضاً، أنت في مكانك المفترض لك التواجد به، ومقارنتك لغيرك طوال الوقت ستعمي عينيك عن رؤية النِعم والأشياء الجيدة الموجود في حياتك، وكذلك ستجعلك تشعر بجَلد الذات وعدم الرضا عن نفسك وعن مهاراتك وقدراتك وظروفك، ومن ثَم ستُعرقلك عن تحقيق أهدافك واستكمال مشوارك بسهولة.
لذا إياك ومقارنة نفسك بالآخرين؛ وتذكر دائماً المقولة الشهيرة التي تقول: “لا تقارن الفصل الأول من حياتك بالفصل العشرين من حياة شخصٍ آخر”، وكن مؤمناً بذاتك وراضياً بظروفك ومتقبلاً لمهاراتك، واعمل على تطويرها والانشغال بتنميتها، بدلاً من الانشغال والتركيز في حياة الآخرين الأمر الذي سيُشعرك بعدم تقبل حياتك طوال الوقت.