أنواع صعوبات التعلم
قبلَ الحديث عن أنواع صعوبات التعلم، لا بُدّ من تعريف صعوبات التعلم فقد عُرفت صعوبات التعلم على أنها عوائق تترك أثرًا على قدرات الفرد ممّا يجعله متأخرًا في تلقّي المهارات التي يتم اكتسابها، وكذلك فهمه لها مقارنة مع أقرانه ممن هم في نفس عمره، وقد تكون هذه الإعاقة أما عقلية أو إدراكية، وهذا لا يعني بالضرورة أنّ الفرد أقل ذكاء، أو أن يتم اطلاق الاحكام المسبقة عليه، بل إن طريقة استقباله وتعامله وقيامه بالتحليل والاستنتاج للمعلومات تكون مختلفة قليلًا عن أقرانه، ولذلك فهو يحتاج طريقة مختلفة ومدروسة في التعلم تكون مناسبة لقدراته ويتم ذلك من خلال أشخاص ذوي خبرة في هذا المجال
أعراض مشكلة صعوبات التعلم
لا بُدّ من الاشارة إلى أنّ بعض الحالات التي تعاني من صعوبات التعلم لا تكون الأعراض واضحة في مرحلة الطفولة، بل يتم اكتشاف الصعوبة لديهم في مراحل تعليمهم الجامعيّ أو خلال العمل؛ ممّا يجعل ممارسة الأنشطة الحياتية لهؤلاء الأشخاص أكثر صعوبة في تحقيق النجاح، وفي سياق الحديث عن أنواع صعوبات التعلم والذي سيتم توضيحه لاحقًا لا بُدّ من توضيح الفرق بين صعوبات التعلم والإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم ليست مقياسًا يحدد نسبة الذكاء، فهي وسيلة لبيان حاجة الفرد لطرق تعليمية بديلة تناسب احتياجاته،
وتعمل على إزالة العوائق الناتجة عن المشكلات الصحية او الثقافية أو الاقتصادية أو البيئية وتذليل الصعوبات التي عائقًا أمامه، وفي سياق الكتابة عن أنواع صعوبات التعلم، وحتى يكون الموضوع شاملًا لا بد من التطرق الى أعراض صعوبات التعلم، إذ إنه ليس من السهل كشف صعوبات التعلم؛ ويعود ذلك بسبب تداخلها وتعقّدها مع أعراض اخرى، ومع ذلك يستطيع المتخصّصون تحديدها وتشخيصها بشكل مناسب من خلال قياس أداء الطفل بالمقارنة مع ما هو متوقع منه بحسب درجة ذكائه وسنه، مع وجود الأعراض الدالة على وجود صعوبةٍ في التعلم، بالإضافة إلى تعدد أنواع صعوبات التعلم فيجب توضيح أعراض صعوبات التعلم ويُذكر منها ما يأتي:
أعراض صعوبات التعلم في سن ما قبل المدرسة
يواجه الطفل صعوبات قبل المدرسة تدل على أنه من ضمن فئات صعوبات التعلم، والتي تتضمن الكثير من الأعراض، علمًا أنّ أنواع صعوبات التعلم تشمل أكثر من نوع وهي ستُذكر لاحقًا في هذا المقال، أما الأعراض فهي كالآتي:
- صعوبةٌ في النطق وفي تنظيم القافية.
- نسيان الكلمة المطلوبة.
- صعوبة الالتزام بتوجيهات أو إجراءات التعلم.
- صعوبة تعلم الحروف والأرقام والألوان وأيام الأسبوع.
- صعوبة في أداء بعض الأنشطة الحركية البسيطة مثل ربط الأحذية.
- صعوبة استخدام الطباشير والأقلام والمقص، أو التلوين ضمن حدود الرسم.
أعراض صعوبات التعلم في سن 5-9 سنوات
تختلف أعراض صعوبات التعلم في هذه المرحلة عن المرحلة السابقة، حيث تظهر صعوبات أخرى تشير بشكل واضح أن الطفل من ضمن فئات صعوبات التعلم، حيث تم حصر هذه الأعراض بالنقاط الآتية:
- يواجه صعوبة في الربط ما بين الحروف والأصوات.
- عدم القدرة على دمج الأصوات لتكوين كلمات.
- خلط بالكلمات الأساسية عند القراءة.
- البطء في اكتساب مهارات جديدة.
- عدم القدرة على تهجئة الكلمات، وتكرار الأخطاء نفسها.
- يواجه مشكلات في مفاهيم الرياضيات الأساسية.
أعراض صعوبات التعلم في سن 10-13 سنة
في هذه المرحلة يواجه الطفل مشكلات وصعوبات أكبر وأكثر تعقيدٌا، وتظهر من خلال قدرة الطفل على اكتساب المهارات والمعارف، وتحقيق ما هو مُتَوقّع ومطلوب منه في هذه المرحلة ومن هذه الأعراض التي يجدر ذكرها في هذه المرحلة:
- يكتب بطريقة غير واضحة مما يجعل ما يكتبه غير مفهوم.
- لا يستطيع استيعاب ما يقرأ، وبالتالي لا يقوم بتكوين فكرة حول الموضوع، وفي حل الالغاز الحسابية.
- لا يحبذ القراءة والكتابة ولا يقوم بالقراءة بصوت مسموع.
- يعتمد على الفوضى ولا يهتم بالتنظيم مثل تنظيم الواجبات المنزلية.
- كتابة الكلمة نفسها بأكثر من طريقة في موضوعٍ واحدٍ.
- يواجه صعوبة في مناقشات الدرس والتعبير عن الرأي بصوت مسموع.
أنواع صعوبات التعلم
كثيرة هي أنواع صعوبات التعلم، وتختلف بالنوع ودرجة الشدّة من فرد إلى آخر، وسيذكر في هذا المحتوى الأنواع ذات الانتشار الواسع بين الأفراد والأكثر تأثيرًا عليهم، والتي تقف عائقًا أمام الفرد في ممارسة نشاطه اليومي ومنها ما يأتي.[١]
عسر القراءة
عسر القراءة من أكثر الأنواع شيوعًا بين أنواع صعوبات التعلم، فهي إعاقة تؤثر على القراءة ومهارات المعالجة اللغوية المتصلة ببعضها، حيث لا يستطيع الشخص القراءة بطلاقة، ولا يستطيع تهجئة الكلمات بشكل صحيح كما لا يستطيع أن يحفظ ويفهم ما يقرأ، وقد يبدع ويتميز الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة في مجالات أخرى مثل الموسيقى والفنون المخ��لفة الاخرى.
خلل الحساب
الإعاقة الحسابية من الممكن أن تؤثر على الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم، فالأشخاص الذين يعانون من مشكلة خلل الحساب لا يستطيعون حفظ الأرقام وحتى تنظيمها ويواجهون ايضًا صعوبة في عد الارقام، او في حفظ تسلسل حل العمليات الحسابية الطويلة، ومع ذلك يمكن تعليمهم وتدريبهم من أجل تحقيق النجاح فهم قادرون على ذلك في حال تم تعليمهم بطرق مناسبة لهم.
عسر الكتابة
تؤثر هذه الإعاقة على قدرة الفرد في الكتابة اليدوية، فلا يستطيع أصحابها تشكيل الحروف والكتابة في المكانٍ المخصص للكتابة، وتتبع هذه الإعاقة خللًا في الرسم وتكون الكتابة غير مفهومة وغير منظمة، وبعضهم قادر على الكتابة ولكن يحتاج الى وقت طويل حتى ينجز ذلك وقد يكون الخط في كثير من الحالات صغير جدًا.
خلل الأداء
ويظهر هذا النوع من أنواع صعوبات التعلم في تأثيره على صعوبة التحكم في العضلات، ويتمثل في صعوبات الانشطة الحركية ومنها التلويح بالذراع، وارتداء الملابس، وفي التنسيق بين الكلام والحركة وهو ليس عجزًا لكنه يُعتبر اضطرابًا يستمر مع الشخص طول فترة حياته، حيث لا يوجد علاج مع توفر بعض الوسائل المساعدة للأشخاص في تحسين قدرتهم على العمل والاستقلالية، كما يتعايش عادةً مع صعوبات التعلم الأخرى التي يمكن أن تؤثر على القدرة على التعلم.
اضطراب فرط النشاط
يعد اضطراب فرط النشاط وعدم القدرة على التركيز اضطراب يؤدي إلى قلة انتباه الأشخاص على المهام بسهولة، ويتكون من نوعين رئيسين، ونوع ثالث مزيج من الاثنين، ويتضمن الشعور بالملل بشكل دائم، والكلام الزائد، ولا يستطيع الالتزام بالأنشطة الهادئة، ولا يستطيع ضبط الأعصاب،ويستطيع من يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ان يتعلم، ولكن بصعوبة شديدة حيث إنه يفقد التركيز على الاهتمام بالأمور المهمة، كما ويرتبط بشكل عام بصعوبات التعلم الاخرى.
اضطرابات المعالجة السم��ية
هي اضطرابات تتعلق بعدم قدرة الفرد على معالجة وتحديد مصدر الصوت بالشكل الصحيح، ومن ضمن ذلك الأصوات التي تكون متشابهة، ولا تصنف من ضمن صعوبات التعلم لكنها تسبب مشاكل في التعلم، واضطرابات المعالجة المرئية، ويكون تأثيرها واضحاً من خلال عدم مقدرة الفرد على فهم المعلومات التي يراها ولا يستطيع تمييز الاختلافات بين الأرقام والحروف والألوان، وحتى الأنماط، والأجسام والأشكال التي تكون متشابهة.
صعوبات التعلم غير اللفظية
هو عبارة عن اضطراب عصبي يصيب النصف الأيمن من الدماغ، ويتميز الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بقوة السمع والذاكرة، ويتمتعون أيضًا بطلاقة ممتازة، إلا إنهم يعانون من بعض الصعوبات ولديهم صعوبات في جوانب أخرى مثل التواصل الاجتماعي الضعيف وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية ويواجهون صعوبات في التأقلم مع أي سلوك جديد ولا يستطيعون فهم إيماءات وحركات الأشخاص الاخرين.
أسباب صعوبات التعلم
بعد تحديد أنواع صعوبات التعلم لا بُدّ من التعرف على أسباب صعوبات التعلم، والتي يعتبر الكثير من أسبابها غير مفهومة جيدًا، وقد لا يوجد سبب واضح يمكن الاستناد عليه يوضح إعاقة التعلم، ومع ذلك تم تحديد بعض الأسباب التي توصل إليها العلماء على مدار سنوات بحوثهم ودراساتهم المعمقة وتم من خلالها تقسيم الأسباب الى خمسة فئات وهي:[٢]
- الأسباب الجينية: وذلك من خلال الدراسات والأبحاث التي تم اجرائها على التوائم المتطابقين، وأيضًا على الأقارب من الدرجة الأولى حيث أظهرت النتائج أن بعض العوامل الجينية، تلعب دورًا هاما ورئيسيًا وتكون سبب اساسي للصعوبات التعلّمية.
- الأسباب البيولوجية: يعتقد الباحثون والعلماء أن التلف الدماغي البسيط، يعد احد الاسباب الاساسية التي قد تؤدي بدورها الى حدوث صعوبات التعلم، ولا يوجد دليل علمي مثبت يدعم هذا الافتراض.
- الأسباب البيوكيميائية: وقد شهدت السنوات الاخيرة اهتمام كبير بدراسة دور المواد الاصطناعية، والتي يتم إضافتها إلى الأطعمة ودور اضطرابات عملية التمثيل الغذائي في حدوث صعوبات التعلم، وهناك اعتقاد يتبنّاه بعض الباحثين يشير إلى أن صعوبات التعلم تنتج عن ردود فعل تحسسية لبعض أنواع المواد الغذائية، أو أنها قد تكون بسبب خلل في وظائف الناقلات العصبية، او ان السبب قد يكون في سرعة إيصال السيالات العصبية.
- الأسباب البيئية: بالإضافة الى الأسباب السابقة، يؤكد فريق من الباحثين في هذا المجال أن صعوبات التعلم ترتبط بالبيئة والمخاطر المرتبطة بها، ويتمثل ذلك بالإشعاع، والتدخين، والإنارة الخاصة، والكحول، والعقاقير.
- الأسباب النمائية: حيث يعتقد العلماء أن صعوبات التعلم تنتج عن تأخر نضج الجهاز العصبي المركزي، حتى وإن كانت أسباب تأخر النضج غير معروفة.
دور المعلم في العلاج
بعد ذكر أنواع صعوبات التعلم كان لا بد من من الحديث عن العلاج ووسائل المساعدة التي يستخدمها المعلم بالتعاون مع الاهل، للتخفيف من آثار الصعوبة على الطفل، حيث توصل الباحثون أنه يمكن للمعلم التغلب على صعوبات التعلم وعلاجها من خلال ما يأتي:
- تحديد استراتيجيات التعلم لدى الطفل، وتدريبه على استخدامها، يتضمن ذلك استخدام استراتيجيات تعليمية مناسبة وكذلك إعطاء تدريبات كتابية باستخدام كلمات تشتمل على الحروف المتشابهة.
- استخدام الوسائل التعليمية المختلفة منها السمعية، والبصرية، والتي تركز على اللمس أيضًا، من أجل إيصال المعلومة بطريقة أفضل وتسهيل تعلم الكتابة، حيث إنه لا بد للطفل من اكتساب المهارات الكتابية.
- تكليف الطفل بعمل أنشطة مناسبة لقدراته، مع مراعاة الصعوبة التي يعاني منها الطفل وخطة العلاج التي وضعت لتجاوز هذه الصعوبة.
- تعلم كل ما تستطيع عن صعوبات التعلم، وأي اضطرابات مرتبطة بها تؤثر على طفلك فكلما زادت معرفتك، زادت قدرتك على مساعدة طفلك.
- تكليف الطفل بالأنشطة المختلفة بالمدرسة واشراكه فيها؛ وذلك من أجل تعزيز ثقته بنفسه، حيث تعدّ عملية تعزيز الثقة من أساسيات نجاح البرنامج العلاجي لأي مشكلة.