تعتبر استراتيجية الحصاد إحدى استراتيجيات نظرية الإبداع الجاد، حيث تعمل هذه الاستراتيجية على جمع النواتج التي ظهرت خلال الجلسة الإبداعية، وتوظيفها بشكل مثير وتحويل الأفكار إلى نتائج مبدعة، مما يجعل المفاهيم الجديدة التي تظهر عندما نبدأ بالحصاد أكثر وضوحا وأسهل في الاستيعاب. ومن المهم امتلاك أفكار واضحة لما تم التدريب عليه في الجلسة الإبداعية، بحيث نتمكن من تصنيف الجهد الإبداعي إلى فئات متنوعة، وذلك عندما يخرج بعض المتعلمين في نهاية الجلسة الإبداعية بأفكار محددة تكون ذات قيمة، وهو الناتج الحقيقي الإبداعي ويمكن إدراك الأفكار الإبداعية والمفاهيم الجديدة ب��كل جيد باستخدام قوائم الحصاد.
يعتبر الحصاد جزءاً لا يتجزأ من العملية الإبداعية في تشكيل الفكرة، وذلك من أجل سد حاجتين هما:
- الموقف، حيث تبذل عدة محاولات لتشكيل الفكرة لتصبح قابلة للاستخدام، حيث يتم إعادة صياغتها لتصبح قليلة التكلفة.
- الأشخاص، وهم الذين يقومون بأعمال تخص الفكرة لتشكيلها لتناسب الحاجة، فدور الإبداع تشكيل الفكرة الحديثة والشبيهة بالفكرة القديمة
كل طالب في هذه الاستراتيجية تكون لديه القدرة على النظر إلى المشكلة من جميع الجوانب للوصول إلى الحل الأمثل، وهذا يؤدي إلى زيادة قدرته ورفع تحصيله الدراسي.
مفهوم استراتيجية الحصاد
استراتيجية الحصاد هي طريقة متعمدة ومقصودة لتنمية التفكير الحاذق حيث يتم من خلالها جمع النواتج الإبداعية التي ظهرت خلال الجلسة الإبداعية، وتزويدنا بأفكار جديدة لاستعمالها في تحقيق أهداف معينة لحشد الدماغ بكم كبير من المفاهيم والأفكار، وفيها نحاول تصنيف الجهد الإبداعي إلى فئات متنوعة، وتستخدم قوائم الحصاد كدليل على تصنيف الجهد الإبداعي.
قائمة الحصاد
تعتبر البنود والفقرات في هذه القائمة بمثابة نوافذ للنظر من خلالها على نواتج الإبداع، ومن خلال هذه النوافذ يتم رؤية ما يلي:
- الأفكار المحددة: وهي نافذة الأفكار التي تبدو ذات قيمة وعملية ومفيدة وهي ما يتم البحث عنها في التفكير الإبداعي.
- طلائع أو بدايات التفكير: وفي هذه النافذة يمكن رؤية بدايات الأفكار سواء كانت جيدة أم سيئة، إذ أن الأفكار نادرة الاستعمال تكون غير مرغوبة مثل الأفكار غير القابلة للاستعمال، لكن أحياناً تبدو مثيرة أو غير عادية، ويتم تدوين هذه الأفكار.
- المفاهيم: من السهل استخراج الأفكار التي استعملت أو التي تكون بشكل ضمني أو صريح في العنوان، ومن المحتمل استخراج عدة أفكار من فكرة واحدة، فالأفكار مهمة جداً، ثم من الممكن أن نجد طريقة بديلة لجعل هذه الأفكار قابلة للتطبيق.
- المناحي: والمنحى هو طريقة واسعة للنظر إلى المشكلة أو الموقع، ويمكن أن ندعوها قاعدة للأفكار، أو الإدارة، وفي النهاية يجب أن نعمل قائمة مختلفة للمناحي التي اقترحت أو استعملت، وللتعامل مع هذه الأفكار من الضروري استخراجها عند ذكرها مباشرة كي لا تضيع.
- التغيرات: فالتغيير من الملاحظات الجديرة بالاهتمام، وقد يكون في الاتجاه أو في المفاهيم، وقد يكون التغيير في كيفية النظر للأشياء، وأحياناً يحدث التغيير بشكل مفاجئ، وفي أحيان أخرى يحدث تدريجياً.
- النكهة: الصفة المميزة لجلسة التفكير الإبداعي تعود بشكل عام إلى جوهر الأفكار، فبعض الجلسات يغلب عليها بشكل واضح الصفة (النكهة) المميزة للإبداع، وتنبع القيمة المميزة للأفكار من الملاحظة التي تساعد على اكتساب صفة أخرى للتفكير الإبداعي.
خطوات تطبيق استراتيجية الحصاد
تتمثل خطواتها فيما يلي:
- الاستماع للأفكار المطروحة من قبل الآخرين.
- تدوين الأفكار المطروحة كتابة إن أمكن من خلال مقرري المجموعات.
- تصنيف الأفكار المطروحة إلى (أفكا�� سلبية، إيجابية، جيدة، غير قابلة للاستخدام، مثيرة، غير مثيرة)
- يقوم الطلاب بالبحث عن معلومات محددة ذات علاقة بالمهمة التي تدربوا عليها من مصادر متعددة مع توثيقها.
- في اللقاء التالي يتطوع بعض الطلاب لعرض المعلومات التي توصلوا إليها من مصادر مختلفة، مع توضيح تلك المصادر لزملائهم.
مثال لتطبيق استراتيجية الحصاد في التدريس
ذهب أينشتاين ذات مرة إلى أحد المطاعم، واكتشف أن نظاراته التي لا يمكنه الاستغناء عنها ليست معه، فما إن جاءه الخادم بقائمة الطعام ليختار منها ما يريد، طلب منه اينشتاين أن يقرأ له القائمة، فاعتذر الخادم قائلاً: أنا آسف يا سيدي، فأنا جاهل مثلك في القراءة.
نحدد الآن:
الأفكار المحددة: عدم القراءة، فلم يتضح للخادم بأن آينشتاين نسي النظارة وليس جاهلاً.
كما أن آينشتاين لم يوضح للخادم بأنه نسي النظارة.
بدايات الأفكار: فكرة الخادم كانت سيئة بأن آينشتاين جاهل بالقراءة.
المفاهيم: وضع عنوان عدم الحرص والانتباه.
المناحي: نظر الخادم للمشكلة بنظرة ضعيفة بأنه جاهل فظن أن الجميع مثله.
التغيرات: لو أن أينشتاين وضح موقفه للخادم لنادي شخصاً آخراً يقرأ له.
النكهة: هذه القصة وكأنها دعابة، والمبدع بالتفكير هو الذي يبعث الدعابة.
إيجابيات استراتيجية الحصاد
- يتم من خلالها تحقيق الأهداف.
- زيادة القدرات العقلية عند المتعلمين والوصول إلى أفكار إبداعية.
- زيادة الحوافز الداخلية لدى المتعلمين، فليس هناك أي فكرة مرفوضة.
- تزيد من دافعية المتعلمين للتعلم.
- تعمل على تنمية مهارات التفكير.
- الاحتفاظ بالتعلم.
- انتقال أثر التعلم.
- تزيد من ثقة المتعلمين بأنفسهم، وفي أفكارهم.
جوانب القصور في الاستراتيجية
- تحتاج إلى وقت لتحقيق أهداف التعلم.
- الطريقة غير مألوفة في مدارسنا، وبحاجة لوقت لتنمية التفكير.
- لا تناسب الكثافة العالية في المنهاج مع نقص الحصص.
- لا تنمي الجانب العملي.
دور المعلم في استراتيجية الحصاد
- يهيئ الفرصة أمام الطلاب لطرح أفكارهم الإبداعية.
- أن يمتلك القدرة على طرح أسئلة مثيرة للتفكير.
- يستمع لأفكار الطلاب الإبداعية، وقد يعرض عليهم تلميحات إن لزم الأمر.
دور المتعلم في استراتيجية الحصاد
- المتعلم نشط متحاور يتوصل إلى النتائج بنفسه.
- المتعلم محور العملية التعليمية.