“ما هو الفرق بين الملاحظات و الاستنتاجات في الدراسات الحديثة��” هذا ما نُجيبُكم عليه غي مقالنا هذا، حيث إنها من أكثر الأساليب التي يُبنى عليها أفكار الأبحاث العلمية القيمة التي تخرج بنتائج ملموسة وواقعية، قابلة للتطبيق وتثبُت صحتها، فإن عنصري الملاحظة والاستنتاج يعتمد عليهما الباحث في إيجاد أفكار بحثية غير تقليدية ونمطية.
مما يُثري المجال البحثي، كما انهما مصدران للحصول على البيانات الأولية التي سُرعان ما يلحق بها خطوة تجميع البيانات وإثبات فرضية بحثية أو نفيها في الواقع.
فيما يتساءل الباحثون في المجالات الاجتماعية والعلمية والطبية عن الفرق البارز بين كل من الملاحظة والاستنتاج، بالإضافة إلى الفرق بين الملاحظة والمشاهدة، وتعريف الملاحظة، هذا ما نصحبكم في جولة علمية لإلقاء الضوء عليه في مقالنا، فتابعونا.
الفرق بين الملاحظات و الاستنتاجات
إذا كنت تبحث عزيزي القارئ عن أبرز الفروقات بين الملاحظة والاستنتاج والمشاهدة، فبإمكانك التعرُّف على أدق التفاصيل فيما يتعلق بتلك الفروقات المتعلقة بالمجال البحثي:
- على الباحث أن يعي الفروقات بين الملاحظات والاستنتاجات والمشاهدات لإجراء بحث مميز مُعتمدًا على أسس صحيحة وقويمة في اختيار الفكرة البحثية المميزة والحديثة التي تُضفي طابعًا خاص على مستوى البحث العلمي والدراسات السابقة، وما يتعلق بالتراث العلمي الموجود في المكتبات.
- إذ أن في فهم وإدراك الفرق بين الملاحظة والاستنتاج يعني البدء من حيث انتهاء العلماء في البحوث.
- حيث إن الاستنتاجات هي التي تعتمد على الإدراك العقلي للقضايا، والمشكلات التي تم دراستها بالبحث والخروج بنتائج، بينما الملاحظات تعتمد على إدراك الح��اس للقضايا.
- فيُعرّف الاستنتاج بأنه العملية العقلية التي تُجرى لمعرفة التفسيرات التي تأتي وراء وقوع حادث بعينه، أو استيعاب الباحث لكل تفاصيل الموضوع الذي يدرسه، إذ يعتمد على استنتاج المفاهيم والمعتقدات والمشاعر والأفعال، وفهم كل ملابسات الأمور وما يُحيط بها من مشاعر وتفاصيل وتفسيرات تتسق مع العقل والفِكر بهدف الوصول إلى الفهم العميق واستنباط النتائج القابلة للقياس،من خلال دراسة المفردات المُحيطة بالاستنتاج وما يؤثر عليه للوصول إلى النتيجة الصحيحة أو التي لم يثبُت صحتها.
- فيما تعتمد الملاحظة على المشاهدة والتأثُر بحدث ما، ومن ثم التوّجه الباحث لأخذ التفاصيل الدقيقة والبدء في تسجيل البيانات والخروج، والانتقال إلى مرحلة الاستنتاج.
- فيما تحدث الملاحظة بطريقة عشوائية وغير منظمة معتمدة على الصدفة أو العملية التي لا تتم بشكل مقصود الذي يحصل الباحث أو الطالب عليه من ملاحظة من حوله أو ملاحظة ظاهرة منتشرة أو حتى سلوك يقوم به، وإنما في المقابل نجد أن الاستنتاج يعتمد على الدراسة والتحليل والاستنباط والإعداد والتخطيط وذلك من خلال الدراسة المسبقة للأمور.
- إذ أن الملاحظة هي التي تُجرى أولاً ومن ثم يتبعها التحليل والاستنباط والاستنتاج.
تعريف الاستنتاج في البحث العلمي
- يُعرّف الاستنتاج conclusion في البحث العلمي بأنه؛ النشاط الاستدلالي الذي يقوم به العقل، والذي يبحث عن طرق للتعرُّف على الأحداث والظواهر وما وراءها، فيما يبرز دور الباحث في الحصول على التفسير وتوضيح للظواهر التي يخرج بها البحث بشل نطقي وقابل للتطبيق.
- كما يُعرّف الاستنتاج في المناهج العلمية بأنه؛ العمليات الذهنية التي ينتج منها، بما يؤكد النظرية والخروج بالنتائج القابلة للتصديق والتطبيق، معتمد في تلك العملية على الإقناع والمنطق.
- فيما يعتمد الباحث على تسجيل ملاحظاته وتحليلها بشكل جزئي، بهدف الوصول إلى الاستنتاجات النهائية، بعد أن يتم ملاحظة الباحث أو مشاهدته لحدث معي ويسعى في دراسته وبحثه عن كثب، والخروج بنتيجة ودراستها والتأكد من قابليتها للتطبيق.
تعريف الملاحظة
- هي الطريقة الأولى التي يُبنى عليها البحث، إذ تأتي الملاحظة في المقام الأول ومن ثم يليه الاستنتاج، إذ تعتمد على جمع المعلومات حول قضية بعينها، وتحديد المشكلة البحثية بناء على تلك الملاحظات الأولية وتبني اتجاه بحثي مُحدد في ذهن الباحث، والسعي لاكتشاف المزيد حول الموضوع، وإيجاد الدلائل عن طريق التجارب العلمية التي نبحث عن إمكانية إيجاد الدلائل العلمية المُثبتة في الملاحظة التي قام الباحث بتسجيلها، للانتقال للمرحلة التالية في تخطيط البحث، والتحليل والوصول إلى استنتاجات التي يُمكن تطبيقها.
- إذ تهدف الملاحظات وتدوينها إلى الوصول إلى تحديد للمشكلة والوقوف على الجوانب البارزة للمشكلة، من خلال طريقة جمع البيانات والأدلة، والسعي للحصول على معلومة، ولكنها تتم عن طريق الصدفة وعدم القصد، إذ يشعر الباحث بالمشكلة ممن حوله، فيبدأ في البحث عن المشكلة ويسعى لثبر أغوار الحقائق وكشف كل الحقائق للوقوف على الظواهر الجديدة التي لم تُدرس بعد أو التي تم دراستها ولكنها مازالت بحر واسع تحتاج إلى المزيد من الدراسات المستقبلية والتحليلية والمقارنة.
- حيث يتم اعتماد الملاحظات بعد الوقوف على جدتها وجديتها في المجتمع وتأثيرها المباشر، مما يجعل الباحث ينتقل إلى إجراء البحث العلمي بناء مُعتمدًا على العناصر التي قام بإيجادها، فيُجري البحث بناء على تلك الملاحظات.
الفرق بين الملاحظة والمشاهدة
- قد يتساءل الباحث عن الفرق بين الملاحظات observation والمشاهدات، لذا عليه أن يعي الفرق ويُدركه حتى لا يقع في مشكلة أثناء إجراء البحث.
- حيث إن الملاحظة هي؛ إحدى طُرق جمع البيانات والدلائل والحقائق بمحض الصدفة وبطريقة غير منظمة أو مقصودة يعتمد الباحث فيها على حواسه، كالسمع والبصر والشم والتذوق والشعور والشم، مما يسمح له بتحديد المشكلة البحثية ومن ثم التحرُك لعرضها على الأساتذة المتخصصين للوقوف على مدى جدواها في الواقع، ومن ثم البحث في التراث العلمي من الدراسات السابقة، والبدء في رسم خريطة الطريق والفهرس الفصول والمباحث التي سيتم تناولها في البحث، فهي تلك الملاحظات المجدية للمجتمع.
- أما عن المشاهدات فهي تُعرّف بأنها؛ ترادف الملاحظة، فيما لا تعتمد على الاستنتاج وتُساعد الباحث على الحصول على المعلومات في المجال البحثي الاجتماعي، فيما تتعدد أنواع إلى؛ المشاهدة بدون مشاركة، أو المشاهدة بالمشاركة، وعلم الأنثروبولوجيا الوصفية.
- فيما يتوجب على الباحث الاعتماد على المشاهدة والملاحظة لإيجاد فكرة بحثية جيدة، والسعي إلى الوقوف على النتائج، مما يجعله قادر على ترتيب أولوياته وتحديد الفكرة البحثية، إلى جانب عرض الملاحظة على المختصين للحصول على المعلومات المفيدة والخبرات الكبيرة التي يحصلون عليها.
ما يجمع الملاحظة والاستنتاج
- تُعد مرحلة الملاحظة ومرحلة الاستنتاج من المراحل البحثية الهامة التي يعوّل عليها الباحثين للحصول على النتائج العلمية المميزة والجديدة على المجال البحثي، إذ تسهم الملاحظة في تحديد المشكلة البحثية ومن ثم يلجأ الباحث للحصول على المعلومات من المصادر والأبحاث العلمية السابقة، ومن ثم يبدأ في استشارة الخبراء في ذات المجال، وتحديد فترة إجراء البحث.
- وفي نهاية البحث يحصل الباحث على النتائج القابلة للتصديق والتطبيق على حدٍ سواء، ومن ثم التأكد من الفرضيات والنظريات التي اعتمد عليها لإجراء البحث العلمي أو الاجتماعي أو القانوني أو الإعلامي فكل سواء في المبادئ المتعلقة بنمط البحث.